لا غرابةَ في الأمرِ
ولا مبالغةَ بالجلوس خَلف الزُّجاج
لبضعِ دَقائق
أو حتى الصُّراخ
لا غرابةَ في السؤالِ عن أفواهِ الجحيمِ
أو مِنْ أين تبدأُ في عدِّ عيون المصابيحِ
ليسَ بالضرورةِ أن تتذكَّرَ
أو أنْ تتنفسَ دفءَ الساحلِ الجنوبي
فالقِممُ أعرفها لا تحتاجُ لجهدٍ كبيرٍ
يَكفي أن تعرفَ أسماءَ المُوسقيين
وتعرفَ أي المُروجِ يلبسهَا اللَّيل
وأي غيمةٍ لا تملكُ حقَّ أنْ تتعرّى في الصباح
ليسَ بالضرورةِ أن تبتسمَ لتصبح ماهرًا في معرفةِ حُظوظ الأنهَار
كل شيءٍ يحدثُ ببساطةٍ
بقليلٍ مِنَ العطشِ
وقليلٍ مِنَ الصُّراخ
ليسَ بالضرورةِ أبداً
ولا غَرابة في الأمرِ
أن تجلس وحيدًا في اللّيلِ في عِليّهِ البيتِ
وأن تراقبَ نُزول نَيزكٍ في الطُّرقاتِ
لا غرابةَ أن تُلعقَ إمرأة شَفَتَها السُّفلى
وأن تضعَ عَدستين زَرقاويتين لعينيهَا
لتَرى الحياةَ بوضوحٍ
ليسَ بالضرورةِ أن تموتَ لتكون شاعرًا
ببساطةٍ شديدةٍ يكفي النومَ نصف ساعةٍ في اللًيل ومثلها في الظهيرةِ
ويكفي أن تعرفَ المطرَ
وتعرفَ ما يَعشقن النِّساء من أغانِي
ليسَ بالضرورةِ أن تكتبَ
قَصائد عن الخلودِ
يكفي أن تحملَ جُزءً من قلبِك
الذي يسقطُ مِن أعلى المرآة
وأن تميزَ عظمةَ القصِ مِنْ غصنِ شجرةِ الصنبور
لا غرابةَ في الأمرِ
كلُّ شيءٍ يحدثُ ببساطةٍ
بقليلٍ مِنَ العطشِ
وقليلٍ مِنَ الصُّراخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ