مريضةٌ
أقول لصديقتي
في المساء المحمّل بدبابيسِ ذكرياتِنا
مريضة
ذاكرتي الغارقة بالعسل
وعينيّ النائمة بالحدائق
ذلك الضجيج المخبأ في ناعم الوسائد
والأحلام المبللة بالسراب
كهذا
المحطم تحت أقدام الواقع
لحظة موتنا واحداً واحداً
بعد الحرب
وقبل أن تتمزّق رئتانا بمخالب الأيام الضائعة
انطفاء مصابيح العوده
نسيرُ بطرقاتِ التمني
وبملامح طيبة نُسقطُ عناقيد الكروم
لغرض الراحة
ليكون المساء دافئًا
ويكون المستقبل خزانة كبيرة مفعمة بالجمال
لنكون قطعة فحم
كعاشقٍ ضرير حين يحترق
وأيضًا
عصفور لا يختلف عن الصراخ
يشبه مدن الحب
يغرد في سماء الوحدة
قبل أن ينازع سكرات الإحتضار
كذلك الينابيع التي قيل أنها الحياة
حتى لا نضيع وتموت على صدورنا ببطء
ولأننا كلمات باردة
مثل قطعة ثلج لا تشبه شيئا آخرَ
كهذه الأشياء المدهونة بغبار الإنتظار
بأرواح مبعثرة
نقف على جفاف الأيام
مثل الحزن
مثل الحب
أو النسيان
ومثل قلب مريض في المساء
المحمّل بدبابيسِ الذكريات
كعقارب الساعة
كالعاشقين جميعهم
كهذا الجرح الذي يتعمق في غضون دقائق
أيضًا الصراخاتُ التي تموت
في طرقات الصمت الحزينه
جميع الوافدين إلى السماء
أولئك أعرفهم جيدًا
وكم من الأحزان التصقت بعناقهم
أعرفُ حبات المطر
وتلك النجوم المنيرة من بعيد
العشق حين يغازل وجه فتاة
ويغفو على قلبها الربيع
ثم تنام على جناح الأمل
مثل فراشة
طير صغير
ودق طبول الغياب