26 Sep

وسط غرفتي أحتفظ بجثة

مقطوعة الرأس ومشوهة تماما 

لا أعرفها منذ وقت طويل 

التقينا صدفة في الصالون 

أعد لها صباحاً القهوة السادة

وفي المساء نجلس معا نشرب

الشاي في الحديقة ونتحدث

عن موهبتي في كتابة الشعر والقصص الطويلة

وتحدثني عن والدها الذي يظهر ويختفي أمامها في الأحلام كشبح مخيف 

بعدها ننام كل واحد في مكانه

أنا في غرفتي

وهي

في الصالون

مضى وقت طويل على وجودها معي في نفس البيت 

لقد أجبرتني على تغيير الكثير من عاداتي

حتى أصبحت لطيفا

كنت أسمح لها أن تحتفظ برأسها داخل الثلاجة

أو أن نكتب الأشعار معا

كذلك هي غيرت الكثير من عاداتها

كانت تكف عن حمل السكين حين يبدأ انتصاف الليل

أو تشاركني وجبة الغداء دون أن تنتزع فمها

الليلة الماضية

حين رجعت إلى البيت 

وجدت رأسا آخر

في الثلاجة

وجثة أخرى تستلقي فوق سريري 

كلُّ شيءٍ في البيت تغير

الضوء يتلاشى وأصبح خافتا حتى يكاد ينطفئ 

وصوت امرأة يتعالى في الغرفة 

تغني لابنها أغنية ماقبل النوم

وقرب شباك الغرفة

جثة طازجة مقطوعة الرأس

تحمل سكينا وتكتب هذا النص ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة